recent
أخبار ساخنة

قراءة في ديوان " شظايا نضال " للشاعر ة مينة عضار.


قراءة في ديوان " شظايا نضال " للشاعر ة مينة عضار :

قراءة في ديوان " شظايا نضال " للشاعر ة مينة عضار.


و أنا أتصفح هديتي ،"شظايا نضال " أجدني أتأمل عنوانه فيتردد صداه شظايا و شظيات بذاكرتي التي تأبى إلا أن تأمر لغتي البسيطة أن تفصح عما خالجها لحظة قراءته ، العنوان يؤرخ لذاكرة امرأة أبت الخضوع و الخنوع ، عنوان يؤجج القلب ثائرا يفتح أبواب الشعر ليبوح منذ البداية بمعجم دلالي زاخر بالنضال و الكفاح و الجهاد ...راغبا في إعلاء كلمة الحق قولا و فعلا.

الديوان يقع في 100 صفحة و زادتها ثلاثا .و يضم عشرين قصيدة عناوينها تمتح من الحزن و الألم و التصدي له مثلا : الصنم الباكي /انتكاسة امرأة/لوعة الحنين /ضاع الأمل/ جرح لن يندمل / أنين و آهات ...  

اعذريني سيدتي إن تطفلت على شعريتك و شاعريتك و قرأتها كما أرغب ...لقد ساءلت نصوصك ...فكشفت لي عن كينونتك التي تتدفق لغتها كما السيل من الأعالي صافيا ،عذبا ،و في نفس الآن قويا ،و أحيانا مباغتا .

تارة تقف شاعرتنا قوية ،شامخة ،و تارة أحسها مغامرة في لج الزمن و عتمته ،تواجه الواقع بضعف أنثوي لا يضاجع النفاق و الخيانة و الخبث ....

ففي مقدمة الديوان تساءلت شاعرتنا قائلة :

     

       من أنا ؟

      ومن أكون؟

      أتساءل 

     و يتساءلون 

     من أنا يا ترى ؟

ليخرج الماضي المشحون على حد تعبيرها فياضا ،مسترسلا ، يحكي في صور شعرية بليغة ذاك القدر الذي خلق منها أختا و زوجة و أما ....و تعترف أن صديقها هو القلم، فنِعْمَ صاحبا و نعم صديقا اخترت يا مينة .

أما قصيدة "رهينة النضال " ففيها مصالحة مع الظالم ،فيها ترميم الانكسار ،فيها بوح و إزالة ستار ، قصيدة تأخذنا إلى أبي القاسم الشابي و إذا الشعب يوما أراد الحياة ....

مينة السنديانة ، التواقة إلى الحرية ،و المتطلعة إلى التغيير ، تخرج من عباءة الصنم الذي خلقه لها المجتمع ،لتستنشق ندى الصباح و نسيم المساء ،لعشر سنين عجاف ،فهي تقول في قصيدتها "الصنم الباكي ": 

      سأحكي لكم 

        عن عشر سنين عجاف 

     عن ذئب شرس 

       نعجة 

       وثلاث خراف .....

مينة ،ترحل مخلفة وراءها الذئب .... نحو قصيدة أخرى لتقول فيها :


     دوام الحال 

    من المحال 

   زمن الرق انتهى 

إن الشاعرة تسافر عبر نصوصها باحثة عن رؤى جديدة ،عن انفتاح، عن فرحة مباغتة ،و ذلك في قوالب لغوية ممتعة و ماتعة ،فتسافر بنا في مغامرة أنطولوجية ... لتعيد اكتشاف ذاتها فتحفر حروف" الآه "

في قصيدتها" لوعة حنين " ليهيمن حرف الهاء متكررا ،متجددا ،بجرسه الموسيقي الخافت ،الشجي ( عقباه / دواه /محياه /شظاياه/هواه ...... ).

مينة الشاعرة الإنسانة تنسل من خلف الستائر لتعلنها رفضا في قصيدتها "لن أنصاع ":


     لن أبكي 

   لن أتوسل 

    و أستجير 

   و لن أنصاع 

    أبدا 

   لن أنصاع .....

رغم قصر و إيجاز جملها الشعرية ،فحروفها تكتنز معان كثيرة و هنا أستحضر قول "هايدغر " عندما أكد على أن اللغة هي التي تضمن للإنسان أن يكون "كائنا تاريخيا " لقد صارت الشاعرة عضار كائنا تاريخيا بلغتها المميزة ،و تلقائيتها التعبيرية و صدق شاعريتها ،و انفتاح نصوصها على أبعاد حقيقية ،لتترك في النهاية انطباعا لدى القارئ تتناسل أبعاده كلما تأمل نصوصها و خبر أبجديتها .

قراءة للأستاذة مينة الحدادي رابطة كاتبات المغرب فرع اشتوكة أيت باها.

google-playkhamsatmostaqltradent