امتحان الكفاءة المهنية محطة حاسمة في المسار الإداري والمهني.
امتحان الكفاءة المهنية في المغرب أصبح اليوم محطة أساسية في المسار المهني للكثير من الموظفين، خصوصاً في القطاعات التعليمية والإدارية. ورغم أن العديد يعتبرونه امتحاناً عادياً للترقية، إلا أنه في الواقع يشكل اختباراً شاملاً يجمع بين المعرفة المهنية، والتجربة الميدانية، والقدرة على تحليل الوضعيات وإيجاد حلول عملية للمشاكل اليومية داخل المرفق العمومي. أغلب المرشحين يدخلون هذه التجربة بشيء من التوتر بسبب طبيعة الامتحان وما يترتب عليه من تغيير في الوضعية المهنية، لكن التحضير الجيد يخفف الكثير من الضغط ويساعد على فهم منطق الامتحان، لا حفظه فقط.
يعتمد الامتحان غالباً على وضعيات واقعية مستمدة من البيئة المهنية للمرشح، وهو ما يجعله أقرب إلى تقييم القدرة على اتخاذ القرار في لحظة معينة وليس فقط استرجاع المعلومات. لذلك يحتاج المرشح إلى الربط بين القوانين والمذكرات وبين ما يعيشه فعلياً داخل مقر عمله. فالتجارب اليومية أثناء أداء الوظيفة قد تكون أحياناً أهم من ساعات طويلة من المراجعة النظرية، لأن المصحح يبحث عن إجابات تعكس خبرة حقيقية وليس جملاً محفوظة مسبقاً.
بعض الموظفين يشعرون بأن الامتحان يعتمد على الحظ، لكن في الحقيقة الاستعداد المسبق هو العامل الحاسم، سواء عبر قراءة الوثائق الأساسية، أو الاطلاع على المستجدات، أو تحليل نماذج السنوات السابقة لمعرفة نوعية الأسئلة. كما أن كتابة الأجوبة بلغة واضحة ومنظمة يساعد كثيراً، لأن قوة الفكرة وحدها لا تكفي إذا لم تُعرض بطريقة مفهومة.
يظل امتحان الكفاءة المهنية فرصة مهمة للترقي وإثبات الذات، لكنه أيضاً مناسبة للموظف كي يقيم مساره ويقيّم مدى تطور معارفه ومهاراته. ورغم الصعوبات التي ترافقه، فإن الكثيرين يعتبرونه خطوة إيجابية تشجع على التكوين المستمر وتجعل الموظف في تواصل دائم مع مستجدات المهنة. وفي النهاية، النجاح فيه لا يتطلب عبقرية بقدر ما يتطلب استعداداً، وتنظيماً، وثقة بالنفس، وإيماناً بأن كل مجهود يُبذل اليوم ستكون له ثمرة في المستقبل.
.png)